Cantravel
03-25-2014, 03:45 PM
http://lh6.ggpht.com/_cwJ0D7A_V3I/TKLXhosd96I/AAAAAAAABlw/1DeAPww76iQ/image_thumb%5B5%5D.png?imgmax=800 (http://lh3.ggpht.com/_cwJ0D7A_V3I/TKLXd6FlWoI/AAAAAAAABls/wrod0EcuBac/s1600-h/image%5B9%5D.png)
يسمونها «بندقية الشمال»، لأنها مدينة ربما تتفوق على قرينتها «بندقية ايطاليا» بكثرة وضخامة القنوات والممرات المائية، فهي النموذج الذي يجمع بين عناصر الطبيعة المتجانسة والنافرة.
المسطحات المائية والقنوات التي تخترق اجزاء المدينة لتشكل ممرات مائية تصب في نهر «نيفا» المرتبط بخليج فنلندا، وهناك ايضا الطبيعة الخلابة التي تجمع بين السهول الخضراء والمزارع، والمفاتن التي صقلتها ايادي البشر عبر التاريخ، وكذلك التراث المعماري والاثري الرائع الذي يحاكي العصور الطويلة او الغنية بالمعمار والارث التاريخي العميق.
المدينة التي لا تنام في بعض فصول السنة، لان الليل يختفي من اجوائها، ويبدو النهار طويلا وبلا انقطاع ويثير ابتهاج او اندهاش السياح الاجانب، لكنه اصبح وعبر التاريخ مألوفا لأهلها، الذين ينامون ويستيقظون اعتمادا على ساعتهم البيولوجية.
موقعها
«بيتروغراد» تقع في سهل نهر «نيفا» الذي يصب في خليج فنلندا، ولانها المدينة الاكبر في أوروبا، والتي تجاور بمسافات قد تبعد او تقصر، اهم العواصم والمدن الأوروبية الشمالية، فقد اعتبرت بوابة الشمال لبلدان اوروبا الشرقية، وتحديدا بين روسيا وأوروبا.
ففي محيطها الجغرافي هنالك العاصمة الفنلندية هلسنكي، والعاصمة السويدية استوكهولم، والعاصمة الليتوانية ريجا، والعاصمة البولندية وارثو، وعاصمة روسيا البيضاء منسك، والعديد من المدن الكبيرة او الصغيرة المعروفة للعالم.
المدينة بنيت من قبل القيصر الروسي بيتر الاول عام 1703، ولذلك سميت «بيتروغراد» واختصارا، يسميها الروس «بيتر».
وكان القيصر يهدف من بنائها الى الاتصال المباشر بأوروبا، حيث اعتمدت اكبر بوابة للوصول الى البلدان الاوروبية، وهي الى الآن تحتفظ بهذه المفاضلة.
معالمها المعمارية
http://lh4.ggpht.com/_cwJ0D7A_V3I/TKLXqjkLp8I/AAAAAAAABl4/WoKN_KadA0I/image_thumb%5B2%5D.png?imgmax=800 (http://lh3.ggpht.com/_cwJ0D7A_V3I/TKLXoSH7f5I/AAAAAAAABl0/mAHAxo63u-8/s1600-h/image%5B4%5D.png)يتميز طابعها المعماري بطرازه القديم والفخم، اما معالمها الاثرية والحضارية، فهي كثيرة وعملاقة، وفي مقدمة هذه المعالم، قلعة بيتروغراد، والارميتاج، الذي يضم مخزونا ثمينا من اللوحات والاعمال الفنية الرائعة، التي تعتبر ثروة بشرية ليس لها ما يضاهيها من ثروات، وهناك ايضا المجمع الكامل لقصر الشتاء وكاتدرائية «ايزاك» وقصر «كاتيرينا» الذي يعتبر ايضا واحدا من ابرز المعامل الفنية والتراثية الساحرة، وهناك مجمع السجون القديمة.
كل هذه المعالم تعتبر ثروة هائلة ومركزا تراثيا تتباهى به المدينة الجاثمة على اطراف نهر «نيفا» والتي تطل على الخليج. البحري الممتد بين روسيا وفنلندا والسويد وبولندا، والذي يتعانق خليجها مع خليج «بوتنيا» في شماله.
اما متحفها الوطني، فهو متحف شامل، يضم معدات صناعة الفودكا التاريخية، وايضا معدات التنظيف التي كانت تستخدم في قصور الاباطرة والقياصرة، فضلا عن المعدات البحرية المختلفة والاسلحة الحربية ومعدات الفضاء وغيرها كثير جدا.
قنواتنا المائية لا تستخدم في نظام المواصلات العامة، لكنها تستخدم فقط في اغراض السياحة المائية، كما هي الحال بالنسبة الى العاصمة الهولندية «امستردام». حيث تنظم سفرات نهرية وبحرية لمجاميع السياح، الذين يودون مشاهدة معالم المدينة من النهر أو البحر.
ومركز الابحار يُسيّر سفنا خاصة مخصصة للسياحة، وتعمل بواسطة الوقود السائل، وتنطلق من اماكن معينة هي عبارة عن محطات نهرية في نهر نيفا، واثناء ذلك يشاهد الزوار مناظر بانورامية مختلفة للمدينة الساحرة.
كانت بيتروغراد عاصمة لروسيا بين 1712 ــ 1918، وحين حدثت ثورة اكتوبر الكبرى تغير اسمها الى لينينغراد، لكنها عادت من جديد الى اسمها القديم بعد التحولات التي جرت في البلاد منذ سقوط الشيوعية.
يبلغ عدد سكان المدينة نحو 5 ملايين نسمة، وهي ثاني اكبر مدن روسيا الاتحادية والتي تتمتع بثقل سياسي واداري كبير.
المواصلات العامة متيسرة جدا في بيتروغراد، فهناك قطارات الانفاق المتميزة، وكذلك الباصات و«التروباصات» الكهربائية، فضلا عن القطارات المعهودة وعربات الاجرة «التاكسيات».
رفاهية الطلاب الأجانب
طلاب الجامعات الاجانب الذين يدرسون في بيتروغراد يتقاضون من الطرف الروسي راتبا شهريا محددا طبقا للاتفاقات الثقافية الموقعة مع دولهم الاصلية.
وعموما يبلغ معدل هذه الرواتب نحو 11 الف روبل شهريا، اضافة الى السكن المجاني وتأمين الضمان الصحي المجاني، ايضا وبعض المكاسب الاخرى، في حين ان هؤلاء الطلبة يتقاضون ايضا رواتب محددة من دولهم الاصلية، لا تتعلق بالرواتب المخصصة لهم من قبل الجانب الروسي.
لذلك فإن هؤلاء الطلبة يتمتعون برفاهية خاصة، لا يتمتع بها اهل المدينة، الامر الذي يساعدهم ذلك في التركيز الكلي على الدراسة، والدراسة فقط، لكنهم ايضا، يحاولون في بعض الاحيان مزاولة السياحة والتعرف على مزيد من معالم المدينة التاريخية.
طبعا الاجور التي تدفع لمشاهدة هذه المعالم، ليست قليلة، بحكم كونها تجتذب اعدادا غفيرة من السياح الاجانب، في حين ينخفض عدد الاهالي الذين يسعون الى التمتع بمشاهدة تلك المعالم لصعوبة توفير المال الكافي لمجالات الحياة المختلفة.
أعباء الحياة اليومية
الرواتب في هذه المدينة اكبر بقليل من الرواتب في المدن الصغيرة، لكنها على اي حال، تبقى رواتب محدودة ولا توفر كامل مستلزمات المعيشة بالنسبة إلى الافراد.
فمثلا الموظف الذي يحمل شهادة التخصص في حقل «البرمجيات» او اعدادا لمشاريع، يتسلم مرتبا شهريا لا يتعدى الـ 20 الف روبل، في حين يتسلم الاختصاصي صاحب الخبرة الطويلة في بناء المشاريع المختلفة راتبا يتراوح بين 30 ــ 60 الف روبل، لكن البروفيسور الذي يدرس في الجامعة والذي يتمتع هو الآخر بخبرة طويلة لا يتسلم نفس المرتب، وانما اقل من ذلك، في حين ان الطبيب يتسلم مرتبا شهريا قدره 14 الف روبل، ويدفع من هذا المبلغ نحو 6 الاف روبل للسكن، ولا تبقى لديه سوى 8 الاف روبل، يجب ان «تكفيه في معيشته الكفيفة حتى نهاية الشهر».
اجور المواصلات رخيصة، لكن بقية مرافق الحياة بالنسبة إلى الفرد الروسي في هذه المدينة ليس كذلك.
فأسعار المواد الغذائية تعتبر غالية الثمن قياسا إلى بعض العواصم أو المدن الأوروبية المجاورة، وكذلك الحال لأجرة الحلاقة، ومراكز تخفيف الوزن، كذلك فإن أغلبية الناس لا يزورون هذه المراكز، وإنما يكتفون بشراء بعض المعدات المستخدمة في التمارين من أسواق الخردة أو أسواق الأجهزة المستعملة، وممارسة التمارين في البيت.
الابتسامة لا تغيب عن محيا أهلها
من الصعب توصيف سلوك أهل المدينة التي تحتضن أعدادا غفيرة من الناس، بسبب تنوع الانحدارات القومية والجغرافية، بعد أن فتحت أبواب المدن الروسية على مصاريعها أمام هؤلاء الناس بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
فلم يكن في ظل النظام السابق لأي أحد من سكنة المدن الأخرى او الجمهوريات المختلفة، مغادرة مكانه والانتقال إلى مكان آخر بصورة دائمة.
أما الآن، فباستطاعة الجميع ان يحدد وبشكل تلقائي مكان اقامته الدائم، ومن دون تردد.
مدينة بيتروغراد مليئة بالناس الذين جاءوا للاقامة فيها، لكن أهالي المدينة مازالوا على فطرتهم الطبيعية الأولى، وهم يشعرون باستمرار بروح الانتماء العميقة لهذه المدينة، التي يعيشون فيها منذ القدم.
طبعا، في كل مكان من العالم، لابد ان تجد اناسا طيبين وغيرهم من الاناس الخبثاء والشريرين، وقد يحدث أن تفقد في أحد أزقة أو شوارع أو محلات بيتروغراد جهاز تلفونك المحمول، لكنك قد تفاجأ في اليوم التالي بأن يطرق بابك شخص غريب، ويسألك عن اسمك وعن جهازك المفقود، وما ان ينتهي من ذلك، حتى يعيده إليك من دون أدنى تحفظ.
فعليك الا تقاطع اثنين أو اكثر من الاشخاص المنخرطين في حديث ما، وسؤال أحدهم عن مكان ما أو شيء ما، فربما يسمعك عبارات وقحة أو قد يقذفك ببعض كلمات السباب، ولكن مع كل ذلك عليك ألا تفقد الأمل في مساعدته لك، ويجب ألا ترد عليه وانما يجب ان تمتص تلك التصرفات بروح رياضية وحضارية كاملة، وستجده بعد قليل يقدم لك الاجابات المطلوبة مع ابتسامة خاصة. المدينة تحتاج اسبوعا لاكتشافها.
يسمونها «بندقية الشمال»، لأنها مدينة ربما تتفوق على قرينتها «بندقية ايطاليا» بكثرة وضخامة القنوات والممرات المائية، فهي النموذج الذي يجمع بين عناصر الطبيعة المتجانسة والنافرة.
المسطحات المائية والقنوات التي تخترق اجزاء المدينة لتشكل ممرات مائية تصب في نهر «نيفا» المرتبط بخليج فنلندا، وهناك ايضا الطبيعة الخلابة التي تجمع بين السهول الخضراء والمزارع، والمفاتن التي صقلتها ايادي البشر عبر التاريخ، وكذلك التراث المعماري والاثري الرائع الذي يحاكي العصور الطويلة او الغنية بالمعمار والارث التاريخي العميق.
المدينة التي لا تنام في بعض فصول السنة، لان الليل يختفي من اجوائها، ويبدو النهار طويلا وبلا انقطاع ويثير ابتهاج او اندهاش السياح الاجانب، لكنه اصبح وعبر التاريخ مألوفا لأهلها، الذين ينامون ويستيقظون اعتمادا على ساعتهم البيولوجية.
موقعها
«بيتروغراد» تقع في سهل نهر «نيفا» الذي يصب في خليج فنلندا، ولانها المدينة الاكبر في أوروبا، والتي تجاور بمسافات قد تبعد او تقصر، اهم العواصم والمدن الأوروبية الشمالية، فقد اعتبرت بوابة الشمال لبلدان اوروبا الشرقية، وتحديدا بين روسيا وأوروبا.
ففي محيطها الجغرافي هنالك العاصمة الفنلندية هلسنكي، والعاصمة السويدية استوكهولم، والعاصمة الليتوانية ريجا، والعاصمة البولندية وارثو، وعاصمة روسيا البيضاء منسك، والعديد من المدن الكبيرة او الصغيرة المعروفة للعالم.
المدينة بنيت من قبل القيصر الروسي بيتر الاول عام 1703، ولذلك سميت «بيتروغراد» واختصارا، يسميها الروس «بيتر».
وكان القيصر يهدف من بنائها الى الاتصال المباشر بأوروبا، حيث اعتمدت اكبر بوابة للوصول الى البلدان الاوروبية، وهي الى الآن تحتفظ بهذه المفاضلة.
معالمها المعمارية
http://lh4.ggpht.com/_cwJ0D7A_V3I/TKLXqjkLp8I/AAAAAAAABl4/WoKN_KadA0I/image_thumb%5B2%5D.png?imgmax=800 (http://lh3.ggpht.com/_cwJ0D7A_V3I/TKLXoSH7f5I/AAAAAAAABl0/mAHAxo63u-8/s1600-h/image%5B4%5D.png)يتميز طابعها المعماري بطرازه القديم والفخم، اما معالمها الاثرية والحضارية، فهي كثيرة وعملاقة، وفي مقدمة هذه المعالم، قلعة بيتروغراد، والارميتاج، الذي يضم مخزونا ثمينا من اللوحات والاعمال الفنية الرائعة، التي تعتبر ثروة بشرية ليس لها ما يضاهيها من ثروات، وهناك ايضا المجمع الكامل لقصر الشتاء وكاتدرائية «ايزاك» وقصر «كاتيرينا» الذي يعتبر ايضا واحدا من ابرز المعامل الفنية والتراثية الساحرة، وهناك مجمع السجون القديمة.
كل هذه المعالم تعتبر ثروة هائلة ومركزا تراثيا تتباهى به المدينة الجاثمة على اطراف نهر «نيفا» والتي تطل على الخليج. البحري الممتد بين روسيا وفنلندا والسويد وبولندا، والذي يتعانق خليجها مع خليج «بوتنيا» في شماله.
اما متحفها الوطني، فهو متحف شامل، يضم معدات صناعة الفودكا التاريخية، وايضا معدات التنظيف التي كانت تستخدم في قصور الاباطرة والقياصرة، فضلا عن المعدات البحرية المختلفة والاسلحة الحربية ومعدات الفضاء وغيرها كثير جدا.
قنواتنا المائية لا تستخدم في نظام المواصلات العامة، لكنها تستخدم فقط في اغراض السياحة المائية، كما هي الحال بالنسبة الى العاصمة الهولندية «امستردام». حيث تنظم سفرات نهرية وبحرية لمجاميع السياح، الذين يودون مشاهدة معالم المدينة من النهر أو البحر.
ومركز الابحار يُسيّر سفنا خاصة مخصصة للسياحة، وتعمل بواسطة الوقود السائل، وتنطلق من اماكن معينة هي عبارة عن محطات نهرية في نهر نيفا، واثناء ذلك يشاهد الزوار مناظر بانورامية مختلفة للمدينة الساحرة.
كانت بيتروغراد عاصمة لروسيا بين 1712 ــ 1918، وحين حدثت ثورة اكتوبر الكبرى تغير اسمها الى لينينغراد، لكنها عادت من جديد الى اسمها القديم بعد التحولات التي جرت في البلاد منذ سقوط الشيوعية.
يبلغ عدد سكان المدينة نحو 5 ملايين نسمة، وهي ثاني اكبر مدن روسيا الاتحادية والتي تتمتع بثقل سياسي واداري كبير.
المواصلات العامة متيسرة جدا في بيتروغراد، فهناك قطارات الانفاق المتميزة، وكذلك الباصات و«التروباصات» الكهربائية، فضلا عن القطارات المعهودة وعربات الاجرة «التاكسيات».
رفاهية الطلاب الأجانب
طلاب الجامعات الاجانب الذين يدرسون في بيتروغراد يتقاضون من الطرف الروسي راتبا شهريا محددا طبقا للاتفاقات الثقافية الموقعة مع دولهم الاصلية.
وعموما يبلغ معدل هذه الرواتب نحو 11 الف روبل شهريا، اضافة الى السكن المجاني وتأمين الضمان الصحي المجاني، ايضا وبعض المكاسب الاخرى، في حين ان هؤلاء الطلبة يتقاضون ايضا رواتب محددة من دولهم الاصلية، لا تتعلق بالرواتب المخصصة لهم من قبل الجانب الروسي.
لذلك فإن هؤلاء الطلبة يتمتعون برفاهية خاصة، لا يتمتع بها اهل المدينة، الامر الذي يساعدهم ذلك في التركيز الكلي على الدراسة، والدراسة فقط، لكنهم ايضا، يحاولون في بعض الاحيان مزاولة السياحة والتعرف على مزيد من معالم المدينة التاريخية.
طبعا الاجور التي تدفع لمشاهدة هذه المعالم، ليست قليلة، بحكم كونها تجتذب اعدادا غفيرة من السياح الاجانب، في حين ينخفض عدد الاهالي الذين يسعون الى التمتع بمشاهدة تلك المعالم لصعوبة توفير المال الكافي لمجالات الحياة المختلفة.
أعباء الحياة اليومية
الرواتب في هذه المدينة اكبر بقليل من الرواتب في المدن الصغيرة، لكنها على اي حال، تبقى رواتب محدودة ولا توفر كامل مستلزمات المعيشة بالنسبة إلى الافراد.
فمثلا الموظف الذي يحمل شهادة التخصص في حقل «البرمجيات» او اعدادا لمشاريع، يتسلم مرتبا شهريا لا يتعدى الـ 20 الف روبل، في حين يتسلم الاختصاصي صاحب الخبرة الطويلة في بناء المشاريع المختلفة راتبا يتراوح بين 30 ــ 60 الف روبل، لكن البروفيسور الذي يدرس في الجامعة والذي يتمتع هو الآخر بخبرة طويلة لا يتسلم نفس المرتب، وانما اقل من ذلك، في حين ان الطبيب يتسلم مرتبا شهريا قدره 14 الف روبل، ويدفع من هذا المبلغ نحو 6 الاف روبل للسكن، ولا تبقى لديه سوى 8 الاف روبل، يجب ان «تكفيه في معيشته الكفيفة حتى نهاية الشهر».
اجور المواصلات رخيصة، لكن بقية مرافق الحياة بالنسبة إلى الفرد الروسي في هذه المدينة ليس كذلك.
فأسعار المواد الغذائية تعتبر غالية الثمن قياسا إلى بعض العواصم أو المدن الأوروبية المجاورة، وكذلك الحال لأجرة الحلاقة، ومراكز تخفيف الوزن، كذلك فإن أغلبية الناس لا يزورون هذه المراكز، وإنما يكتفون بشراء بعض المعدات المستخدمة في التمارين من أسواق الخردة أو أسواق الأجهزة المستعملة، وممارسة التمارين في البيت.
الابتسامة لا تغيب عن محيا أهلها
من الصعب توصيف سلوك أهل المدينة التي تحتضن أعدادا غفيرة من الناس، بسبب تنوع الانحدارات القومية والجغرافية، بعد أن فتحت أبواب المدن الروسية على مصاريعها أمام هؤلاء الناس بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
فلم يكن في ظل النظام السابق لأي أحد من سكنة المدن الأخرى او الجمهوريات المختلفة، مغادرة مكانه والانتقال إلى مكان آخر بصورة دائمة.
أما الآن، فباستطاعة الجميع ان يحدد وبشكل تلقائي مكان اقامته الدائم، ومن دون تردد.
مدينة بيتروغراد مليئة بالناس الذين جاءوا للاقامة فيها، لكن أهالي المدينة مازالوا على فطرتهم الطبيعية الأولى، وهم يشعرون باستمرار بروح الانتماء العميقة لهذه المدينة، التي يعيشون فيها منذ القدم.
طبعا، في كل مكان من العالم، لابد ان تجد اناسا طيبين وغيرهم من الاناس الخبثاء والشريرين، وقد يحدث أن تفقد في أحد أزقة أو شوارع أو محلات بيتروغراد جهاز تلفونك المحمول، لكنك قد تفاجأ في اليوم التالي بأن يطرق بابك شخص غريب، ويسألك عن اسمك وعن جهازك المفقود، وما ان ينتهي من ذلك، حتى يعيده إليك من دون أدنى تحفظ.
فعليك الا تقاطع اثنين أو اكثر من الاشخاص المنخرطين في حديث ما، وسؤال أحدهم عن مكان ما أو شيء ما، فربما يسمعك عبارات وقحة أو قد يقذفك ببعض كلمات السباب، ولكن مع كل ذلك عليك ألا تفقد الأمل في مساعدته لك، ويجب ألا ترد عليه وانما يجب ان تمتص تلك التصرفات بروح رياضية وحضارية كاملة، وستجده بعد قليل يقدم لك الاجابات المطلوبة مع ابتسامة خاصة. المدينة تحتاج اسبوعا لاكتشافها.